أرشيف لـ18 ماي, 2008

كتبكم ليست لكم

في آخر مرة قضيت وقتا طويلا في المركز الصحي تذكرت كلمة قرأتها في إحدى المدونات كانت تقول (كتبكم ليست لكم) وفكرتها إنك بعد ما تنهي قراءة كتابك إكتب عليه هذه الكلمة أو ما يشبهها واتركه في مكان عام كالمستشفى والمطار حيث يجلس الناس ساعات طويلة يمكنهم فيها قراءة كتابك الذي تركته لهم. لم أذكر من كتب هذا لكني قدّرت الفكرة ونويت تنفيذها في الزيارة القادمة.

حتى يوم أمس حين قرأت خبر وفاة المدونة هديل. زرت المدونة ربما للمرة الأولى خارج الجوجل ريدر، وعرفت إنها هي من كتبت ذلك.

لا أعرف لمَ لم أشكرها حين كتبت الفكرة أول مرة. أذكر أني أحببت الفكرة ثم انتقلت إلى الموضوع التالي في الريدر. دائما انتقل من موضوع لآخر دون معرفة الكاتبـ/ـة. ربما لهذا السبب لم أذكر هديل كثيرا حين كان المدونون يكتبون عنها في الشهر الأخير. لا يمكنني القول إنني كنت أعرف هديل، عرفت مؤخرا انها في نفس عمري وأن ما كانت تكتبه كان يبقى في رأسي، وأنها كانت تحاول التغيير للأفضل. أعرف انها نجحت في ترك أثر جميل في من عرفوها.

اسأل الله ان يغفر لها وأن يحسن عزاء اهلها

هكذا أراه

يوم الاربعاء، طلب مني أخي تغيير القناة إلى قناة المنار، آخر مرة تابعنا القناة كانت أيام الحرب الاسرائيلية الأخيرة. في وقت آخر، كان أبي يستمع لنصر الله باهتمام، أو قل تعاطف، حين سألته عن الذي يجري في لبنان؟ قال: قصة طويلة لن تفهميها.

ما أفهمه الآن، بعد قراءة الاخبار وقراءة خطاب نصر الله أن لحزب الله شبكة اتصالات سلكية يمدها في المناطق التي توجد فيها قياداته، يستخدمها للتواصل بين القيادة والتنفيذ. مؤخرا أثيرت قضية الشبكة باعتبار انها اعتداء على سيادة لبنان وأنه سوف يتم ملاحقتها قضائيا. رغم انه لم يجدّ جديد في الشبكة التي كانت توجد من قبل دون أن تشكل أي اعتداء.

بالتأكيد هذه الشبكة اساسية للحزب واستبعادها يعني الخطوة الأولى للقضاء على المقاومة اللبنانية، أي عاقل يمكن أن يدرك أهمية جهاز الاتصالات الخاصة لأي قوة عسكرية. كون هذه القوة العسكرية ليست من الجيش لا يعطي الحكومة الحق بالتضييق عليها. لا أدري عنك لكن كل الذي سمعته في الاعتداء الاسرائيلي الأخير كان حزب الله، حتى تسائلت عن وجود حقيقي لجيش لبناني.

في نهاية يناير هذا العام خرج تقرير فينوغراد باعتراف رسمي بهزيمة اسرائيل في الحرب الأخيرة على لبنان، وخلص إلى “ضرورة القضاء على قدرة ومنظومة القيادة والسيطرة لدى حزب الله، والتي يشكل عامل الاتصال عاملاً حاسماً فيها”.

هذا ما أفهمه الآن، تعلمت منذ زمن أن لا أصدق الأخبار، الأكيد أن ما يجري في لبنان ليس حرب طائفية ولا انقلاب عسكري. ما لا أفهمه بعد هو الحاجة للعنف وحصار المطار. لنأمل أن لا يستمر طويلا.