أرشيف لـ20 نوفمبر, 2012

القديمة والجديدة

مر وقت طويل وحدثت الكثير من الأشياء، في أوقات كثيرة كنت أرغب بتوثيق ما حدث أو كيف كنت اشعر حياله، إلا أنني لا أشعر أني تمكنت بعد من زمام الأمور. أشعر أني في عجلة أو في سباق لإنهاء اليوم دون أن أشعر بالإنجاز فعلا. 

في بداية هذا الشهر أنهينا خدمة الخادمة السابقة – والتي كانت تبلغ العشرين – والتي كنا نتغاضى عن كثير من هفواتها وعدم ترتيبها ونسيانها المبالغ فيه، لأننا كنا نعتقد أن كل ما سبق يمكن تجاهله طالما أنها لا تسبب المشاكل وتتميز بالهدوء والطاعة. لكني أستغرب الآن كيف تمكننا من تحملها والتجاوز عن كثير من سلبياتها. كنا كثيرا ما نتحدث عن أخطاءها، وكنا نوصي أنفسنا بالصبر على أمل أن تتحسن بعد شيء من التوجيه والتعود. 

الخادمة الجديدة، والتي وصلت في نفس اليوم الذي غادرت فيه السابقة، تبلغ الأربعين من العمر تتميز بالنضج والعقل، تعرف ما يجب أن تفعل وتحترم أرباب المنزل. هو فارق العمر بالتأكيد مع ميزة الثقة بالنفس، والتي كانت تفتقدها السابقة بشدة. فاجأني اليوم حديث الجديدة عن أربابها السابقين وعن ابنها ذو الثمانية عشر ربيعا. 

فاجأني لأن حديثها كان ممتعا، ولأنها تبدو كشخص يمكن مصادقته. غريب اليس كذلك! لا أعرف يبدو غريبا.